يُعتبر مسلسل “المدينة البعيدة” من أبرز الأعمال الدرامية التركية التي حققت انتشارًا واسعًا، ليس فقط داخل تركيا، بل في أنحاء الوطن العربي أيضًا، حيث استطاع أن يلفت الأنظار منذ عرض حلقاته الأولى بفضل قصته المؤثرة وأداء أبطاله المميز.
منذ اللحظات الأولى، تمكن العمل من أسر انتباه المشاهدين، خاصة أنه مستلهم من المسلسل العربي الشهير “الهيبة”، الذي عُرض عام 2017 وترك بصمة واضحة في الدراما العربية. وعلى الرغم من اختلاف الثقافات بين العملين، استطاع “المدينة البعيدة” أن يُعيد صياغة الفكرة بطابع تركي خاص، دون أن يفقدها إثارتها أو توترها الدرامي.
لمشاهد الحلقة من هنا 👇
قصة المسلسل :
تدور أحداث المسلسل في إطار درامي تسوده أجواء الغموض والتوتر الأسري. تبدأ القصة مع “عليا ألبورا”، التي تعود من كندا إلى تركيا تنفيذًا لوصية زوجها الراحل، الذي طلب أن يُدفن في مسقط رأسه، مدينة ماردين.
لكن عودتها لم تكن سهلة، إذ تجد نفسها في مواجهة صادمة مع عائلة زوجها، التي تضعها أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الزواج من شقيق زوجها المتوفى، أو التخلي عن ابنها والعودة بمفردها إلى كندا.
هنا تبدأ رحلة “عليا” مع التحدي والصراع، بين غريزة الأمومة وإرادتها في حماية كرامتها، وبين ضغوط مجتمع لا يرحم تهيمن عليه الأعراف والتقاليد. ومع تقدم الأحداث، تتعقد العلاقات وتزداد التحديات، لتُقدم القصة تجربة إنسانية عميقة تمزج بين الألم، والأمل، والصراع الداخلي.
كما تُضفي لمسة الرومانسية على الأحداث بُعدًا إضافيًا، وتظهر تطورات مفاجئة تغيّر مجرى القصة، كاشفة عن خفايا وطبائع لم تكن واضحة في البداية، وهو ما يجعل كل شخصية أكثر تعقيدًا وواقعية، ويمنح العمل عمقًا دراميًا غنيًا.
تصوير المسلسل في ماردين :
وقع اختيار صُنّاع العمل على مدينة ماردين التركية لتكون مسرحًا لأحداث المسلسل، وهي مدينة تُعرف بجمالها التاريخي والمعماري الساحر. فالمباني الحجرية العتيقة، والأزقة الضيقة، والمناظر الطبيعية الأخاذة، ساهمت في خلق بيئة بصرية خلابة تنسجم تمامًا مع طابع القصة.
الطابع التراثي لماردين أضفى على المسلسل بُعدًا بصريًا وجماليًا فريدًا، حيث بدت كل لقطة وكأنها لوحة فنية تنقل المشاهد إلى قلب الأحداث. هذا الدمج بين المكان والقصة ساعد في تعزيز الشعور بالواقعية، وأكسب المسلسل حضورًا أقوى وجاذبية خاصة للمشاهدين من مختلف الخلفيات.
